فصل: تفسير الآيات (30- 31):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (30- 31):

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)}
أخرج ابن المبارك وابن أبي حاتم، عن المقبري قال: بلغني أن عيسى ابن مريم كان يقول: يا ابن آدم، إذا عملت الحسنة فاله عنها، فإنها عند من لا يضيعها. ثم تلا {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً} وإذا عملت سيئة فاجعلها نصب عينيك.
وأخرج ابن مردويه عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدت أساوره، لطمس ضوءه ضوء الشمس كما يطمس ضوء النجوم».
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في البعث، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته بحلية أهل الدنيا جميعاً، لكان ما يحليه الله به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعاً».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن كعب الأحبار قال: «إن لله ملكاً- وفي لفظ-: في الجنة ملك، لو شئت أن أسميه لسميته، يصوغ حلى أهل الجنة من يوم خلق إلى أن تقوم الساعة، ولو أن حلياً منها أخرج لرد شعاع الشمس. وإن لأهل الجنة أكاليل من در، لو أن إكليلاً منها دلي من السماء الدنيا لذهب بضوء الشمس كما تذهب الشمس بضوء القمر».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن عكرمة قال: إن أهل الجنة يحلون أسورة من ذهب ولؤلؤ وفضة، هي أخف عليهم من كل شيء إنما هي نور.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {أساور من ذهب} قال: الأساور، المسك.
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء».
وأخرج النسائي والحاكم عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير، ويقول: «إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا».
وأخرج الطيالسي والبخاري في تاريخه والنسائي والبزار وابن مردويه والبيهقي في البعث، عن ابن عمرو قال: قال رجل: «يا رسول الله، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة.. أخلقاً تخلق أم نسجاً تنسج؟ قال: بل يشقق عنها ثمر الجنة».
وأخرج ابن مردويه من حديث جابر نحوه.
وأخرج البيهقي عن أبي الخير مرثد بن عبدالله قال: في الجنة شجرة تنبت السندس، منه يكون ثياب أهل الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن الضحاك قال: الاستبرق، الديباج الغليظ، وهو بلغة العجم استبره.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عكرمة قال: الاستبرق، الديباج الغليظ.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة قال: الاستبرق الغليظ من الديباج.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن سابط قال: يبعث الله إلى العبد من أهل الجنة بالكسوة فتعجبه، فيقول: لقد رأيت الجنان فما رأيت مثل هذه الكسوة قط! فيقول الرسول الذي جاء بالكسوة: إن ربك يأمر أن تهيئ لهذا العبد مثل هذه الكسوة ما شاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال: لو أن ثوباً من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا، لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سليم بن عامر قال: إن الرجل من أهل الجنة يلبس الحلة من حلل أهل الجنة فيضعها بين أصبعيه، فما يرى منها شيء، وإنه يلبسها فيتعفر حتى تغطي قدميه، يكسى في الساعة الواحدة سبعين ثوباً... إن أدناها مثل شقيق النعمان، وإنه يلبس سبعين ثوباً يكاد أن يتوارى، وما يستطيع أحد في الدنيا أن يلبس سبعة أثواب ما يسعه عنقه.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كفن ميتاً، كساه الله من سندس واستبرق الجنة».
وأخرج ابن أبي حاتم عن الهيثم بن مالك الطائي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليتكئ المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحوّل عنه ولا يمله، يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت قال: بلغنا أن الرجل يتكئ في الجنة سبعين سنة، عنده من أزواجه وخدمه وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم، فإذا حانت منه نظرة، فإذا أزواج له لم يكن يراهن من قبل ذلك فيقلن: قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيباً.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأرائك، السرر في جوف الحجال... عليها الفرش منضود في السماء فرسخ.
وأخرج البيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا تكون أريكة حتى يكون السرير في الحجلة، فإن كان سرير بغير حجلة لم يكن أريكة؛ وإن كانت حجلة بغير سرير لم تكن أريكة، فإذا اجتمعا كانت أريكة.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {على الأرائك} قال: السرر عليها الحجال.
وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه قال: الأرائك من لؤلؤ وياقوت.
وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في الوقف والابتداء، عن الحسن رضي الله عنه قال: لم نكن ندري ما الأرائك حتى لقينا رجلاً من أهل اليمن، فأخبرنا أن الأريكة عندهم الحجلة إذا كان فيها سرير.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي رجاء قال: سئل الحسن رضي الله عنه عن الأرائك فقال: هي الحجال، أهل اليمن يقولون أريكة فلان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه، أنه سئل عن الأرائك فقال: هي الحجال على السرر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: الأرائك، الحجال فيها السرر.

.تفسير الآيات (32- 37):

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)}
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب} قال: إن الجنة هي البستان، فكان له بستان واحد وجدار واحد، وكان بينهما نهر ولذلك كان جنتين، فلذلك سماه جنة من قبل الجدار الذي يليها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال: نهر أبي فرطس نهر الجنتين. قال ابن أبي حاتم: وهو نهر مشهور بالرملة.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {آتت أكلها ولم تظلم منه شيئاً} قال: لم تنقص، كل شجر الجنة أطعم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {وفجرنا خلالهما نهراً} يقول: وسطهما.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وكان له ثمر} يقول: مال.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه قال: قرأها ابن عباس {وكان له ثمر} بالضم، يعني أنواع المال.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وكان له ثمر} قال: ذهب وفضة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن بشير بن عبيد، أنه كان قرأ {وكان له ثمر} برفع الثاء، وقال: الثمر، المال والولدان والرقيق. والثمر: الفاكهة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي يزيد المدني، أنه كان يقرؤها {وكان له ثمر} قال: الأصل والثمر، الثمرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه} يقول كفور لنعمة ربه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً} يقول: تهلك {وما أظن الساعة قائمة ولئن} كانت قائمة ثم {رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً}.

.تفسير الآيات (38- 39):

{لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)}
أخرج ابن أبي حاتم عن أسماء بنت عميس قالت: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب: «الله الله ربي لا أشرك به شيئاً».
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، عن عروة أنه كان إذا رأى من ماله شيئاً يعجبه، أو دخل حائطاً من حيطانه قال: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ويتأول قول الله: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن زياد بن سعد قال: كان ابن شهاب إذا دخل أمواله قال: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ويتأول قوله: {ولولا إذ دخلت جنتك} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مطرف قال: كان مالك إذا دخل بيته قال: {ما شاء الله} قلت لمالك لم تقول هذا؟ قال: ألا تسمع الله يقول: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن حفص بن ميسرة قال: رأيت على باب وهب بن منبه مكتوباً {ما شاء الله} وذلك قول الله: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عمر بن مرة قال: إن من أفضل الدعاء قول الرجل: {ما شاء الله}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن إبراهيم بن أدهم قال: ما سأل رجل مسألة أنجح من أن يقول: {ما شاء الله}.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، عن يحيى بن سليم الطائفي، عمن ذكره قال: طلب موسى عليه السلام من ربه حاجة فأبطأت عليه فقال: {ما شاء الله} فإذا حاجته بين يديه فقال: يا رب أنا أطلب حاجتي منذ كذا وكذا أعطيتنيها الآن؟ فأوحى الله إليه يا موسى، أما علمت أن قولك: {ما شاء الله} أنجح ما طلبت به الحوائج.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي، عن معاذ بن جبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قال: ما هو؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وصححه والنسائي، «عن قيس بن سعد بن عبادة أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه قال: فخرج عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم- وقد صليت ركعتين واضطجعت، فضربني برجله وقال: ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج أحمد، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: «يا أبا ذر، ألا أعلمك كلمة من كنز الجنة؟ قال: بلى. قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي أيوب الأنصاري قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكثر من قول: «لا حول ولا قوة إلا بالله» فإنه كنز من كنوز الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن زيد بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة؟ تكثرون من لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة».
وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الشعب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فيقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته» وقرأ {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن أنس رضي الله عنه قال: من رأى شيئاً من ماله فأعجبه فقال: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} لم يصب ذلك المال آفة أبداً، وقرأ {ولولا إذ دخلت جنتك} الآية.
وأخرجه البيهقي في الشعب، عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً.
وأخرج ابن مردويه، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها، فليكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله» ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
وأخرج أحمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش؟ قلت: نعم. قال: أن تقول: {لا قوة إلا بالله}» قال عمرو بن ميمون: قلت لأبي هريرة رضي الله عنه «لا حول ولا قوة إلا بالله» فقال: لا إنها في سورة الكهف {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
وأخرج ابن منده في الصحابة من طريق حماد بن سلمة، عن سماك، عن جرير قال: خرجت إلى فارس فقلت: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} فسمعني رجل فقال: ما هذا الكلام الذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء؟ فقلت: ما أنت وخبر السماء؟ قال: إني كنت مع كسرى فأرسلني في بعض أموره، فخرجت ثم قدمت، فإذا شيطان خلفني في أهلي على صورتي، فبدأ لي، فقال: شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم، وإلا أهلكتك، فرضيت بذلك، فصار جليسي يحادثني وأحادثه، فقال لي ذات يوم: إني ممن يسترق السمع والليلة نوبتي، قلت: فهل لك أن أختبئ معك؟ قال: نعم.
فتهيأ ثم أتاني فقال: خذ بمعرفتي، وإياك أن تتركها فتهلك، فأخذت بمعرفته فعرج بي حتى لمست السماء، فإذا قائل يقول: «ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله» فسقطوا على وجوههم وسقطت، فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به يدخل بعد أيام، فجعلت أقول: «ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله» قال: فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب. ثم قال لي: قد حفظته فانقطع عنا.
وأخرج أحمد في الزهد، عن يحيى بن سليم الطائفي، عن شيخ له قال: الكلمة التي تزجر بها الملائكة الشياطين حتى يسترقون السمع {ما شاء الله}.
وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن صفوان بن سليم قال: ما نهض ملك من الأرض حتى يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حول ولا قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم».
وأخرج ابن مردويه والخطيب والديلمي من طرق، عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: «أخبرني جبريل أن تفسير {لا حول ولا قوة إلا بالله} أنه لا حول عن معصية الله، إلا بقوة الله، ولا قوة على طاعة الله، إلا بعون الله».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنها في «لا حول ولا قوّة إلا بالله» قال: لا حول بنا على العمل بالطاعة إلا بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلا بالله.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن زهير بن محمد أنه سئل، عن تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله قال: لا تأخذ ما تحب إلا بالله، ولا يمتنع مما تكره إلا بعون الله.